مبادئ التفاوض

مر علم التفاوض بمراحل ثلاثة متتابعة حتى اكتمل الإطار النظري العام الذي أمكن الارتكان إليه في إشارة على هذا العلم، وهذه المراحل هي: مرحلة الفن: أو ما يطلق عليه “فن التفاوض”، ومرحلة الأدب أو ما يطلق عليه “أدب التفاوض”، ومرحلة العلم أو ما يطلق عليه “علم التفاوض”. وللتفاوض أنواع مختلفة يمكن تحديدها وفقًا لنوع النشاط المتصل به وأهمها: المفاوضات التجارية، المفاوضات السياسية، المفاوضات القانونية، المفاوضات الاجتماعية … إلخ، كما يمكن تحديدها وفقًا للقائمين بها طبقًا لنوعية المفاوضات وأهمها: مفاوضات عائلية، مفاوضات حزبية، مفاوضات حكومية، مفاوضات دولية، مفاوضات مؤسساتية …. إلخ. كما يمكن تقسيمها وفقًا للغرض من المرحلة التفاوضية إلى مفاوضات ابتدائية أولية، مفاوضات تمهيدية، مفاوضات مرحلية، مفاوضات نهائية أو ختامية. وأيًا كانت عملية التفاوض وأيًا كان نوعها فإن أهم عنصر فيها هو الإنسان المفاوض ذاته. ولهذا كله، يتعرض الكتاب للأسس النظرية العامة للتفاوض بدءًا بتعريفاته ومناهجه، وأدواته وتكتيكاته، وكذا للقوى التوازنية لأطراف العملية التفاوضية، والبيئة المحيطة بالتفاوض وكيفية اختيار فريق التفاوض وتدريبه وإعداده للقيام بالعملية التفاوضية وتوزيع الأدوار على أعضائه، وتحديد مكان التفاوض والنواحي المتعين استيفائها قبل بداية العملية التفاوضية، وما يتعين إجرائه اثنائها وما يجب القيام به بعدها. إن هذه الأمور جميعًا يجب الإلمام بكافة دقائقها وعناصرها من جانب كل فرد يرغب في أن يكون مفاوضًا ناجحًا